قيس : لَيْلى قَبَضْتُ معاشَ شَهْرٍ فاِفرحي
واِسْتَبْشِري وَدَعي الكآبَةَ ساعَةًَ
سأفي دُيوني واِقْتِراضاتي التي
قد أثْقَلَتْني فَوْق أَثْقالِ الزَمَنْ
سأطيرُ مِنْ فَرَحي فلا دَيْنٌ ولا
هَمٌّ يُؤرِقُني إذا ما الليلُ جَنْ
لَيْلى : قَيْسُ اِنْتَظِر، هَذا كَلامٌ طائشٌ
أتَفي دُيونَكَ ثُمَّ تَتْرُكُنا لِمَنْ ؟
أنَجوعُ كَي تَمْشي وَرأسُكَ شامِخٌ
أجُنِنتَ أَم خالَطْتَ شَيئاَ من وَسَن ؟
قَيْس : يكْفيكِ ياليلى كَلاماَ فارِغاَ
فَلَقَد سَئِمْتُكِ واِسْتَبَدَّ بِيَ الحَزَنْ
ياليت أنَّ أَباكِ ظَلَّ بِرَفْضِهِ
أَو لَيْتَ أَنِّي في غَرامِكِ لَمْ أُجَنْ
قد كُنْتُ أَنْشُدُ في زواجِكِ جَنَّةً
لَكِنني أَلْفَيْتُ ناراً لا تَكِنْ
لَيلى : أَتَقولُ هذا يابن عامرَ ناسياَلَيلى : أَتَقولُ هذا يابن عامرَ ناسياَ
كَمْ هامَ في حُبي فؤادَكَ ثُمَّ أَنْ
أوَلَمْ تُقَبِّلْ كَلبَ جارتنا الذي
أبصرتهُ يَمشي بِحَيِّي مَرَّةَ
أَوَلَم تَفِضْ مِنْكَ الدُّموعُ كأَنْهُرٍ
حُبَّاَ وشوقاَ واِحتراقاَ وشَجَنْ
قَيْس : قد كُنْتُ مَجْنوناَ وغِرَّاَ تائهاَ
للهِ أَحلامي بِذَيَّاكَ الزَمَن
يا مَعْشَرَ العُشاقِ لا تَتَزَوْجوا
مِمنْ هَوَيْتُم بَلْ ذَروها نَجْمَةًَ
تَتَعَطشون لِتَلْثِموا أَضواءها
وتَحولُ بينكُما الليالي والمِحَنْ
فالحُبُ إنْ قَطَعَ الزواجُ طَريقَهُ
وَتَمَكَنَتْ مِنْهُ المَصائبُ والحَزَنْ
أمسى كَشَيخٍ بائسٍ لا يَنْتَظِرْ
إلا المماتُ لكي يوارى في كَفَنْ