الموضـــــوع :
الكــاتب : [ الحمداني ]
هذا الكتاب دراسة تجيب على أسئلة الكثير منا حول هاتين الظاهرتين في شعر شوقي ، و هذه الدراسة بقلم : عائض بنية الردادي ، من إصدارات النادي الأدبي في الرياض ، وهو صادر عام 1981 م ، 1401 هـ .
تعرض فيها المؤلف من خلال المنهج التاريخي ومنهج تحليل المضمون إلى ظاهرة المجون والتدين في شعر شوقي ، وتوصل إلى أن المجون عنده ينحصر في الغزل ، والخمر والرقص .
أولا : ظاهرة الغزل فقد توصل الباحث إلى أن غزل شوقي لا يعد مجونا ، فيقول المؤلف : " على أن كل غزل شوقي غزل يتمشى مع الطبيعة الإنسانية ، ولا يتجاوزها ، ومن هنا لا يعد هذا الغزل مجونا طالما أنه يجري على سنة الله في خلقه ، فالرجل والمرأة خلقا وخلق معهما ميل كل واحد منهما لصاحبه ، ولو أن شوقيا شذ عن هذه القاعدة وقال غزلا من جنس غزل أبي نواس لعد خارجا على الطبيعة البشرية و شاذا ، وماجنا في غزله .
نعم يؤخذ على شوقي دعوته للشباب أن يغتنموا فرصة الشباب لإرواء نفوسهم من المتعة و إتباع اللذات ، وما سوى ذلك فليس في غزله مجون ، فكلنا نحب الغزل ونقرأه ونحفظه ، سيما وأن غزل شوقي جار على القاعدة الطبيعية للبشر ، وأخيرا يبدو من غزل شوقي أنه اغتنم اللذات في شبابه وحال بينه وبينها اعراض الغواني عن الشيوخ في شيخوخته ولم يجد أمامه سبيلا إلا ذكر عهود الصبا والتباكي عليها " . انتهى .
ثانيا : " الخمر والرقص ، وقد ظهر ذلك في القصائد التالية :
1) طال عليها القدم ## فهي وجود عدم .
وقد نظمت في مرقص بسراي عابدين سنة 1903 م .
2) مال واحتجب ## وادعى الغضب .
وقد نظمت في مرقص مماثل سنة 1904 م .
3)حف كأسها الحبب ## فهي فضة ذهب .
ولم تؤرخ بالديوان .
3) وله قصيدة في الربيع والخمر مطلعها :
4) آذار أقبل قم بنا يا صاح ## حي الربيع حديقة الأفراح .
وقد نشرت في المجلة المصرية في 15 مايو 1909 م ص 536 .
5) قصيدة " رمضان ولى " ولم أعثر على تاريخ لها ، ولكنها قطعا قبل النفي لأنه يهنيء فيها الخديوي بعيد الفطر ، ونحن نعلم أنه بعد النفي لم تعد له صلة بالقصر .
وإذا عدنا إلى تاريخ نفي شوقي وجدناه 1914 م ، وهذا التاريخ يدل على أن خمريات شوقي _ ما عرف تاريخها وما لم يعرف _ كلها قبل النفي حين كان يعيش في القصر ، أما بعد عودته من المنفى فقد هجر هذا اللحن .
وإذن فخمرياته الماجنة كانت في فترة ما قبل النفي " . انتهى .
وتطرق الباحث إلى الجانب الآخر وهو التدين ، فقال عن تاريخه :
" قال شوقي قصيدته " كبار الحوادث في وادي النيل " التي يبتهل فيها إلى الله وعظمه سنة 1894 م ، وضجيج الحجيج سنة 1904 م ، ونهج البردة 1910 م ، و إلى عرفات الله سنة 1910 م ، وذكرى المولد الأولى 1911 م ، ومرحبا بالهلال سنة 1911 م ، والهمزية النبوية 1912 م ، وذكرى المولد الثانية سنة 1914 م ، و أرجوزة دول العرب وعظماء الإسلام في منفاه بالأندلس ( 1914 - 1919 م ) .
وآخر قصيدة قالها في الخلافة سنة 1926 م وليس هذا كل شعر شوقي الإسلامي ولكنه أهمه " . انتهى .
وحول التساؤل عن أكثر الجانبين عند شوقي يجيب المؤلف : " إن ما في ديوانه عن لذاته ومتاعه قليل قلة شديدة ، و محدود بفترة زمنية معينة هي فترة ما قبل النفي ، ولم يستطع شعره اللاهي منافسة شعره المتدين لا من حيث الكم ، ولا من حيث العاطفة ، ولا من حيث الزمن ؛ لأن شعره الديني تميز بالكثرة بالقياس إلى قصائده اللاهية ، وتميز بأنه قرضه في فترات طوال حياته " . انتهى .
فالدراسة حافلة بالشواهد الشعرية والتواريخ بشكل موثق ، وبجهد ملحوظ من المؤلف مما يضفي على الكتاب سمة علمية طيبة .